نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة ملخص شامل
مقدمة
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، انقسم العالم إلى معسكرين رئيسيين متصارعين: المعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والمعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي. هذا الانقسام، المعروف بنظام القطبية الثنائية، شهد صراعًا سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا طويل الأمد، عُرف بالحرب الباردة. في هذا الدرس، سنتعرف على السياق التاريخي لبروز هذا النظام، ومظاهر الحرب الباردة، وأبرز الأحداث التي ميزت هذه الحقبة.
السياق التاريخي لبروز نظام القطبية الثنائية
عُقدت عدة مؤتمرات خلال الحرب العالمية الثانية، من أبرزها مؤتمر طهران عام 1943، حيث بدأت تظهر الخلافات الإيديولوجية بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي. كان الخلاف الرئيسي حول مصير ألمانيا بعد الحرب وأنظمة الحكم التي ستُقام في دول أوروبا الشرقية، خاصة مع سيطرة الاتحاد السوفياتي وفرض النظام الاشتراكي بالقوة على هذه الدول (الكليانية). رفضت الولايات المتحدة الأمريكية هذا الوضع، مما أدى إلى انقسام العالم إلى معسكرين متصارعين: المعسكر الرأسمالي والاشتراكي.

هيئة الأمم المتحدة: نتيجة سياسية للحرب العالمية الثانية
من أجل منع اندلاع حرب عالمية ثالثة، ولحفظ السلم والأمن العالمي، تم تأسيس هيئة الأمم المتحدة خلال مؤتمر سان فرانسيسكو عام 1945. تهدف الهيئة إلى فض النزاعات، ضمان حق الشعوب في تقرير مصيرها، وتنظيم العلاقات الدولية على أساس العدل والمساواة. تتألف الأمم المتحدة من عدة أجهزة مثل الجمعية العامة، الأمانة العامة، محكمة العدل الدولية، مجلس الأمن، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي.
مظاهر الحرب الباردة الأولى (1947-1953)
- مشروع مارشال: أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن هذا المشروع للحد من نفوذ الاتحاد السوفياتي في أوروبا عبر تقديم مساعدات اقتصادية.
- مؤسسة الكومنفورم: رد الاتحاد السوفياتي بتأسيس مكتب الإعلام الشيوعي لمواجهة الحملة الإعلامية الأمريكية.
- الأحلاف العسكرية: تأسيس حلف شمال الأطلسي (ناتو) عام 1949 بقيادة المعسكر الرأسمالي، وحلف وارسو عام 1955 بقيادة المعسكر الشرقي.
- التسابق نحو التسلح النووي: تطوير الأسلحة النووية والصواريخ العابرة للقارات، مما أدى إلى حالة من التوازن الدولي تعرف بـ"توازن الرعب".
- أزمات بارزة: أزمة برلين الأولى (1948-1949)، أزمة كوريا (1950-1953).

التعايش السلمي (1953-1975)
مع وفاة ستالين، تبنّى المعسكران سياسة جديدة لتجنب النزاعات المباشرة، عرفت بالتعايش السلمي، حيث سعى الطرفان لتقليل التوترات:
- مؤتمر فيينا (1955) واتفاق فصل النمسا عن ألمانيا.
- اتفاقيات لوقف التجارب النووية والحد من التسلح مثل اتفاقية سالت 1.
- مؤتمر هلسنكي (1975) لتعزيز التعاون واحترام سيادة الدول.
لكن بقيت هناك أزمات مثل بناء جدار برلين وأزمة كوبا وحرب فيتنام.

الحرب الباردة الثانية (1975-1989)
عادت التوترات والتنافس بين المعسكرين بعد فترة التعايش السلمي، وشملت:
- سباق تسلح متجدد وبرنامج الدفاع الاستراتيجي الأمريكي المعروف بـ"حرب النجوم".
- استئناف النزاعات السياسية واستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن.
- التنافس في المجال الرياضي، مثل مقاطعة الألعاب الأولمبية في موسكو (1980) ولوس أنجلوس (1984).
خاتمة
تطورت العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية بين فترات من الحرب الباردة والتعايش السلمي، حتى بروز نظام القطبية الأحادية بعد عام 1991 مع انهيار الاتحاد السوفياتي. نظام القطبية الثنائية مثل بداية حقبة جديدة في العلاقات الدولية، كانت مليئة بالصراعات والتوترات التي شكلت تاريخ النصف الثاني من القرن العشرين.